خبيران يعلقان على سبب رفض المغرب المبادرة الإفريقية للسلام في أوكرانيا
علق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، على سبب رفض المغرب لمبادرة إفريقية للسلام في أوكرانيا، طرحتها جنوب إفريقيا ومصر ودول أخرى مؤخرا.
وقال إن “أي مبادرات لإيجاد حلول سلمية للأزمة الروسية الأوكرانية، يجب أن “تمتلك أجندة قوية تحركها وتتحكم بها”، مشيرا إلى أن المغرب يبحث عن “السلم والأمن والاستقرار دون أن تحركه خلفيات مرتبطة بالمصالح والاصطفافات”.
وأضاف بوخبزة: “عندما يقرر المغرب الدخول في مبادرات دولية فإنه لا يبادر من أجل أجندة خاصة به، بل ينظر إلى المصالح العليا للبدان التي يدخل في مبادراتها السلمية على غرار ليبيا”، مشيرا إلى قلة الدول التي تعتمد هذه المنهجية.
وشدد على أن المبادرات التي تأتي على أساس أيديولوجي، لا تنج في الغالب، لأنها تكون “محكومة برؤية ونظرة ماضوية”.
وتابع: “أي مبادرة يجب أن تكون مؤسسة ومبنية على مرجعيات، وطالما أن المبادرات الحالية مبنية على مرجعية تعود إلى مرحلة الحرب الباردة والاصطفافات الأيديولوجية، لا أظن أنها قد تنجح في تحقيق مبتغاها”.
وأشار إلى أن المغرب يحاول أن ينبه الأطراف المعنية إلى أنه إذا كانت هناك مبادرات يجب أن تكون قائمة على أساس “المصالح العليا المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين”.
وشدد على أن كثرة المبادرات قد تزيد من تعميق الأزمة أكثر، ويصبح من الصعوبة بمكان إيجاد الحلول وتطبيقها.
وقال: “للمغرب منهجيته التي تجعله ينبه للمبادرات التي قد تسيء أكثر مما قد تساهم في الحل، والتي تبقى مبادرة جنوب إفريقيا واحدة منها”.
وفي ذات السياق، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن المبادرة الإفريقية “محاولة لإعطاء انطباع بأن جنوب إفريقيا فاعل قوي في العلاقات على المستوى القاري والدولي، بدعم من مجموعة من الدول التي تدور في فلكها”، مشددا على أن المبادرة الإفريقية لن تكون ذات تأثير على أرض الواقع.
ولفت إلى أن عدم ضم المغرب للمبادرة الإفريقية، دليل على “عدم اتزان المجموعة الإفريقية” لأن عدم ضمها للرباط سيكون له دور كبير في عدم إقناع أوكرانيا بالمبادرة.